آراء


سمير عبيد

وزير الداخلية العراقي تحت المجهر!

23/04/2023

١-عندما تسنم الفريق أ الركن عبد الأمير الشمري وزارة الداخلية ذهبت مع الاخوة لتقديم التهنئة فبادرني مازحاً أمام المهنئين قائلا ( مو تتناوشني دير بالك علينا ) فقلت له : اذا كان عمل معاليك اصلاح واحياء للقانون والوطنية وضرب الفساد ستجدني بظهرك مدافعا .واذا حاشاكم حصل تماهل فحينها سوف استهدفك فلا تزعل . فضحكنا ومضت الايام. 

٢-تحزمنا معه فعلا .وكان يسمع ويدوّن ويُسجل وينفذ وهذا للتاريخ .وكنا سعداء بوتيرة  للتنفيذ والاصلاح. ولكن وللاسف تراجع هذا الاهتمام بالنصيحة بسبب ولادة طبقة ( داير ماداير الوزير ) فيها وجوه واسماء هم سبب الغيوم والتشنجات  واللارضا ،وحصول بعض الظلم في الوزارة بسبب القرارات المتعجلة ،وسببوا للوزير مشاكل كثيرة داخل الوزارة .وحجبوا عنه الكثير من الحقائق .بل بطشوا بزملاء لهم وبخصومهم السابقين وكلها صارت بأسم الوزير وللاسف ! 
٣-وللعلم .. ان السيد الشمري هو من ابناء عمومتي وأفتخر به، وصديقي ايضا .ولكن والاهم عملت معه في الاعوام ٢٠١٤ ، ٢٠١٥ عندما كان قائد لعمليات بغداد عملت مستشار في الخلية الاعلامية والنفسية التي أسسها السيد نوري المالكي بأمر ديواني وكانت تضم بعض المستشارين ومنهم اللواء سعد معن. وكان  الشمري انسان محترم بالتعامل معنا ومع الاحداث .وبالتالي أعرف السيد عبد الامير الشمري عن قرب ( وطني جدا، يحب النظام ، شجاع ، عصبي جدا في قول رأيه والحق، يرفض تدخل الغرباء بشؤون المفصل الذي يديره) ولكنه سريع الغضب في اتخاذ القرار وربما هذا يتلائم مع وتيرة العمل في وزارة الدفاع والجيش .ولكنه لا يتلائم  مع العمل في وزارة الداخلية التي هي على تماس مع المجتمع ( وهي وزارة خدمية وامنية واجتماعية وتربوية واصلاحية وتخصصية ). ومن هنا بدأت الضجة في تصاعد وكنا نتألم جدا !
٤-وخصوصا عندما تم استبدال مدير المرور العام الذي كان قاضيا ( اللواء طارق) وهو رجل ميداني واختصاص ونشط جدا في الشارع . وكان ينتظر التقاعد بنهاية العام ليخرج برتبة فريق . وكان يفترض الرأفه له .ولكن قرار معالي الوزير حرمه من ذلك واعطى ادارة المرور لضابط صنفه استخبارات  ولا يفقه في قوانين وشؤون المرور .وكان ضابط استخبارات بزمن النظام السابق في النجف . وعمل مدير مرور ديالى عندما كان الفريق جميل الشمري قائد قوات عمليات ديالى. 
٥-وبالتالي فالتأني بالقرار والأدارة في وزارة الداخلية مهمين جدا جدا . وهناك قرارات اخرى متعجلة ومنها ( قرار الغاء التظليل الذي اعطي للبعض حسب بنود القانون والصلاحيات المخولة لمدير المرور) فقرر معالي الوزير الشمري الغائه وابلغ جميع صنوف الداخلية بالتعامل الخشن مع اصحاب السيارات الذين لديهم تظليل مرفق بكتاب رسمي . وهنا هيج ضده وضد الداخلية وضد الحكومة شرائح عراقية لا سيما وان هناك (مثلبة قانونية )) بالموضوع !
٦-وحسب استفسارنا من بعض القضاة وبعض القانونيين ( قالوا لا يجوز للوزير الغائه بهذه الطريقة الارتجالية والخشنة في اعطاء التعليمات للمرور والصنوف الاخرى  للتعامل مع اصحاب المركبات ) لأن هناك بند قانوني مُنح بموجبه هذه الكتاب الذي اعطى بعض المواطنين حق تظليل مركباتهم بنسبة ٤٠٪؜ او أو اكثر . وبالتالي لا يجوز تمزيقه وانهائه الا بقانون! 
#عركة الحلبوسي والشمري !
١-التهجم الذي صدر من رئيس البرلمان السيد محمد الحلبوسي ضد وزير الداخلية عبد الامير الشمري كان لا مبرر له على الاطلاق .لا سيما وهو رئيس برلمان . ولكن لأن الحلبوسي يعيش ازمات حزبية ونفسية واجتماعية وسياسية  هذه الفترة بات يتعامل مع الجميع بعصبية .وحتى تعامله داخل مجلس النواب تحول الى تعامل ديكتاتوري وخارج الصلاحيات الممنوحة له .مما سبب ازمات سياسية  ومكوناتية باتت تنذر بمخاطر على العملية السياسية واللحمة الوطنية . وان استهدافه لوزير الداخلية لان الاخير محسوب السيد السوداني فأراد استهداف الشمري لأن رئيس الوزراء فتح ملف الفساد والاراضي في الانبار !
٢-خصوم الحلبوسي من السنة والشيعة وجيوشهم الالكترونية استغلوا ذلك وباتوا يدفعون بالسيد وزير الداخلية والتشفي والتهجم على الحلبوسي .وهذا لا يخدم وزير الداخلية .ومافعلوه ليس دفاعا عن وزير الداخلية ولا حبا فيه .ولكنهم ارادوا ويريدون استخدام وزير الداخلية ماشة نار ضد الحلبوسي وضد منظومته الامنية في الانبار ( ومن هنا كتبنا عدة تغريدات ونبهنا  الاخ معالي وزير الداخلية ان ينتبه ولا يكون كبش فداء لخصومات سياسية هو في غنى عنها )وعليه ان يوقف هذه الخصومة التي لا تخدم الشمري ولا وزارته 
٣- ولكن القرارات التي اتخذها وزير الداخلية بتغيير بعض القيادات الامنية في الانبار هي قرارات ضمن صلاحياته كوزير مختص، ولكنها وللاسف تُرجمت على انها انتقام من الحلبوسي .وكان يفترض التريث بها قليلا . علما هي  تغييرات موجبة جدا بعد ان تغول  بعض القيادات الامنية في الانبار !
# الخلاصة :
١-حسب معرفتي بالسيد عبد الامير الشمري هو وزير شاب وقبل بالمنصب ليجعل من نفسه اخيرا وزير متقاعد وهو بعمر الشباب ( وهو قرار صعب). ولكنه قبل لذلك .
٢-وبالمناسبة لا توجد لدى السيد الشمري أي طموحات سياسية على الاطلاق من خلال تنظيم حزب او حركة أو تيار( وقالها لي شخصيا : سجلها عني ان فكرت بالسياسة او الانتخابات او تشكيل حزب . بل انهي مهمتي بنجاح  وبصمة لصالح الوطن والشعب ..واذهب لبيتي )
٣-فأنا يدي على قلبي ان يعلن وزير الداخلية عبد الامير الشمري استقالته .لأن طبيعة شخصيته لا يقبل الذل . ولا يقبل ان يكون ورقة سياسية يتصارع عليها البعض لاهداف سياسية وحزبية . فهو رجل مستقل ومهني !

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام