آراء


سمير عبيد

أضواء على :-اتفاق عودة العلاقات الدبلوماسية بين ايران والسعودية!

10/03/2023

# ايران والرسائل المُشفّرة!
١-بلا شك نجحت ايران بإرسال رسالة مهمة الى الحكومة العراقية في بغداد " حكومة الإطار الشيعي" بأنها لم تعد تثق بحلفائها في العراق. خصوصا عندما سمعت لأسرار خطيرة جدا نقلها رئيس الوزراء السابق السيد مصطفى الكاظمي اخيرا الى القيادة الايرانية حول العلاقات السرية لحلفاء ايران مع الاميركان ودول الخليج. وحول ادوار البعض  من حلفاء ايران في العراق في دعم عملية الاغتيال الاميركية  ضد الجنرال الايراني قاسم سليماني وضد ابو مهدي المهندس وبالوثائق والتسجيلات.
٢-وبالتالي . .ومن خلال نقل المباحثات بين السعودية وايران الى الصين بدلا من بغداد  نجحت ايران بارسال رسالة دبلوماسية الى السعودية ودول الخليج والى الولايات المتحدة بأنها لم تعد تثق بحكومة بغداد ، ولم تعد  داعمه لما يسمى بحلفاء ايران في العراق لكي يُخفف عنها النقد والعقوبات !
#هو ليس اتفاق .. بل عودة لتفاهمات سابقة !
١-معظم الاعلام العربي والعراقي "يخوط بصف الاستكان".فالاتفاق ليس فيه جديد. وان صح التعبير هو أتفاق الضرورة اللحظية وجس النبض. فالذي حصل هو مجرد تفعيل اتفاق ٢٠٠١ ،وتفعيل الجمود الذي حصل في العلاقات بين الرياض وطهران عام ٢٠١٦ بسبب احداث السفارة السعودية في طهران.
٢-فالملفات متراكمة وحتى السقف بين السعودية وايران وبالعكس ولم يتم التباحث حولها اطلاقا  .ولا تُحل لمجرد جلسات متناثرة في بغداد خاتمتها في الصين. فالملفات لا زالت لم تُفتح اطلاقا. وان الذي تم الاعلان عنه هو تفعيل تلاقي سابق كان متوقفا اي اعادة فتح النافذة الدبلوماسية بين البلدين . فهناك ملفات معقدة  مثل " الحوثيين ، والمليشيات، وقصف المنشآت النفطية وأرامكو ، والتقاطعات الامنية والاقتصادية والسياسية والطائفية في المنطقة، الامن الخليجي المشترك … الخ ).. 
٣-وبالتالي ان الذي تحقق هو ( فتح نافذة الاتصال بين ايران والسعودية دون وسيط) وان الاميركان يريدون ذلك ويدعمونه ليكون للسعودية عيون داخل ايران، ورعاية احياء  شبكات صديقة داخل ايران كانت السفارة السعودية سابقا ترعاها  .  ( والسعودية بهذا تقوم بنفس دور دولة قطر قبيل غزو العراق عندما اصبحت قطر هي ناقل الرسائل لنظام صدام حسين، مع العلم كانت  شريكة ومنغمسة سراً في التحالف ضد  نظام صدام في العراق ) فالتاريخ يعيد نفسه !
٤-الصين من جانبها تريد لعب دور في الشرق الاوسط لتوحي العالم والمنطقة بأن الدور الاميركي قد تقهقر في الشرق الاوسط .ولو جئنا للحقيقة ان هناك دور روسي لاقناع ايران والسعودية معا بالذهاب للصين ( لان روسيا صديقة للقيادة الايرانية والسعودية وبالعكس ) ولكن في العمق واشنطن تعلم بخطوات السعودية خطوة بخطوة ومثلما كانت تعلم بخطوات دولة قطر على نظام صدام . كذلك الصين تريد اقناع ايران بأن اتفاقاتها مع السعودية اخيرا هي  ليست على حساب الاتفاق الاستراتيجي مع ايران ( اي ازالة مخاوف ايران ) 
٥-وبالتالي اصبحت السعودية بعد العودة الى اتفاقيات كانت معلقة مع ايران  حره من الزخم الاعلامي الايراني بالضد من السعودية ، والزخم الاعلامي والتصعيدي من حلفاء  ايران في المنطقة من جهة العراق ولبنان والاهم من جهة اليمن ضد السعودية. … وان المناورات الاميركية والبريطانية والغربية  القادمة في السعودية وهي ( الاهم ) سوف تسكت عنها ايران وحلفائها في المنطقة ! 
#نقطة مهمة !
١-هناك جهات وقوى داخل السعودية وداخل ايران وحتى داخل دول الخليج  سوف ترفض هذا التقارب بين الرياض وطهران. وسوف تتحرك بالضد منه. لا سيما وان لبعضها ارتباطات خارجية ( وهنا يكمن الخطر) من هنا سوف يحركها العامل الخارجي داخل عمق البلدين … وعندها سوف لا تستطيع ايران اتهام السعودية بانها وراء تحريك هذه القوى. ولا السعودية تستطيع اتهام ايران انها وراء تحريك تلك القوى في داخل السعودية . 
٢-ولكن لو تكلمنا عن العمق السعودي فأن العودة لنقطة الصفر واردة جدا لان السعودية ليست متحمسة لعودة العلاقات مع ايران .ولكن ايران  هي التي تدق الابواب السعودية ووصل الأمر بها لحد التوسل من اجل اعادة العلاقات الدبلوماسية !
#الخلاصة :
١-اذا فعلا قررت ايران وبصدق  تغيير جميع سياساتها القديمة خلال ال 40 سنة الماضية وتعود الى العلاقات العاقلة والموثوق بها بين ايران والدول العربية والخليجية والعراق سوف تنجو بنفسها .( ومن اليوم اصبحت ايران تحت الاختبار الحقيقي )
٢-أمًا اذا كان هذا مجرد تكتيك فإيران سوف ترتكب الخطأ الاستراتيجي الذي يقصم ظهر النظام الايراني الذي اصبح منبوذا حتى من الداخل الايراني ناهيك عن الكراهية له في العراق " بسبب السياسات الايرانية داخل العراق وبسبب  سياسات حلفاء ايران من العراقيين"وكذلك هناك كراهية للنظام الايراني في  دول الخليج وفي الدول العربية والعالم

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام