آراء


محمد حنون كريم

أمريكا أوقفت الحرب لانها فشلت في إسقاط ايران

24/06/2025

منذ أكثر من أربعة عقود لم تتوقف الولايات المتحدة عن عملية استهداف النظام السياسي في إيران بدء" من حرب الثمانينات إلى العقوبات الشاملة ثم سياسة الضغوط القصوى التي قادها ترامب وصولًا إلى الدعم غير المحدود لإسرائيل في حروبها بالوكالة كل ذلك كان يهدف إلى هدف واحد هو إسقاط النظام السياسي في ايران  أو على الأقل إنهاكه داخليا وتفكيك دعائمه الخارجية.

الاحداث المتسارعة اليوم واعلان ترامب نهاية الحرب من جهة واحدة وبعد كل هذا التصعيد تخرج أمريكا من جولات الصراع خالية الوفاض تحمل في يدها عناوين متناقضة التفاوض الردع والتهدئة وكأنها تعترف ضمنيا بأنها فشلت في تحقيق هدفها التاريخي في تغيير ملامح منطقة الشرق الاوسط التي اعلن نتنياهو في بداية الضربات الجوية على ايران .
أدوات إسقاط النظام السياسي في ايران والتي استخدمها الامريكان سقطت جميعها وابرزها 
العقوبات التي لم تسقط النظام
منذ انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي في 2018، فرضت واشنطن أكثر من 1,500 عقوبة اقتصادية على طهران. لكنها لم تثمر سوى عن تعزيز الخطاب المتشدد داخل إيران، وتسريع برامجها الدفاعية والتقنية.
والرهان على الداخل الإيراني لم ينجح
حاولت أمريكا استغلال احتجاجات الشارع الإيراني لكنها لم تفهم بعمق طبيعة المجتمع هناك ولا معادلة النظام مقابل الفوضى التي يخشاها المواطن الإيراني قبل أي طرف خارجي.
رغم كل الدعم الأمريكي العسكري والسياسي لتل أبيب لم تستطع إسرائيل جر إيران إلى حرب شاملة ولا تقليص نفوذها في العراق أو  أو لبنان او اليمن ومناطق اخرى في العالم بل على العكس زادت طهران من تموضعها الإقليمي بطريقة أذكى وأشد حذرا"

الولايات المتحدة تصرفت كأن إيران مجرد نظام مارق وكانت حساباتها يمكن عزله أو إسقاطه بالإعلام والمقاطعة او من خلال ضربات جوية استهدفت مفاعلات نووية او محطات الطاقة او اغتيال علماء وقادة لكنها تجاهلت أن النظام الإيراني متجذر في مؤسسات الدولة وله عمق شعبي وديني وأن إيران دولة تاريخية ذات خبرة عميقة في التعامل مع الضغوط الخارجية
وأن حلفاءها من اليمن إلى لبنان لا يتحركون بمجرد أزرار من طهران حسب  بل يتحركون من قناعات محلية وعقائدية .

اليوم واشنطن تقف على مفترق طرق لا قادرة على شن حرب مباشرة ولا قادرة على فرض استسلام سياسي ولا تملك حليفًا إقليميا قادرا على إنجاز المهمة نيابة عنها خاصة وان اسرائيل حاولت في عدوانها استهداف النظام السياسي واللعب على وتر الطائفية لكنها فشلت وقبلت بوقف اطلاق النار مرغمة.
لذا بدأ الحديث من جديد  عن العودة إلى الاتفاق النووي وضبط السلوك واحتواء التهديد وهي  مصطلحات تترجم إلى واقع واحد مفاده أمريكا فشلت في إسقاط النظام السياسي في ايران لتنهي الحرب من جانب واحد وتكلف روسيا وقطر للعودة للتفاوض على المشروع النووي الايراني الذي اصبح لغزا"لامريكا لم تستطيع ايجاد العلاج الحقيقي لايقافه .

 

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام