آراء


مقتدى انور

على أعتاب الدمار.. أم للحديث بقية؟

05/10/2024


مقتدى أنور

شهد العالم في الأشهر الأخيرة سلسلة من التطورات السياسية والعسكرية المتسارعة التي أثرت بشكل مباشر على الاستقرار الدولي. من الحرب المستمرة في أوكرانيا إلى الصراع المتجدد في الشرق الأوسط، تجد الحكومات نفسها أمام تحديات كبيرة تتطلب حلولًا دبلوماسية عاجلة لتجنب تفاقم الأزمات.

في فلسطين ولبنان، يستمر التصعيد الإسرائيلي بقتل المدنيين بطرق وحشية، مع تزايد أعداد الضحايا من النساء والأطفال، وتدمير البنية التحتية. والمأساة الأكبر تكمن في أن أكثر من 193 دولة تجتمع تحت مظلة الأمم المتحدة، لكنها غير قادرة على وقف المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب. كل ما تجيد تلك الدول فعله هو الحديث المتكرر عن “الشرعية الدولية” و”حقوق الإنسان” و”التنمية المستدامة”، بينما تتجاهل الجرائم البشعة التي تُرتكب بحق مئات النساء والأطفال الذين يسقطون يوميًا في لبنان وغزة. المؤشرات أيضًا تشير إلى احتمال توسع الصراع ليشمل إيران بعد الضربات الأخيرة التي استهدفت العمق الإسرائيلي.

أما الصراع الروسي-الأوكراني المستمر منذ عامين، فيشهد الشرق والجنوب معارك طاحنة بين القوات الأوكرانية والروسية، مع تزايد الدعم العسكري الغربي لكييف، مما يعزز موقفها في الهجمات المضادة. في المقابل، لم تؤثر العقوبات الدولية المفروضة على موسكو بشكل كبير حتى الآن على قرارها بمواصلة الحرب.

بالانتقال إلى أفريقيا، وتحديدًا السودان، تتزايد المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع دون حلول في الأفق، مما أدى إلى انهيار الجهود الدبلوماسية لإعادة الاستقرار. أما في النيجر، فقد أدت الانقلابات العسكرية إلى توتر علاقاتها الدولية مع فرنسا والدول الغربية.

في آسيا الشرقية، تستمر الصين في تعزيز نفوذها العسكري في بحر الصين الجنوبي، مما أثار توترات مع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. وتقوم واشنطن بعمليات بحرية لتأكيد حرية الملاحة في المنطقة.

اليوم، يواجه العالم تحديات معقدة على الساحة السياسية والعسكرية. تحتاج هذه الأزمات إلى تعاون دولي مكثف لاحتواء التوترات ومنع اندلاع حروب جديدة. الحلول الدبلوماسية والإنسانية يجب أن تكون في صدارة الأولويات لتخفيف معاناة الشعوب المتضررة. ولكن إذا تصاعدت الأوضاع وتطورت بشكل يجعل من التصعيد العسكري الخيار الوحيد، فإن العالم قد يكون على أعتاب شرارة الحرب العالمية الثالثة.

وفي الختام، يطرح تساؤل عفوي نفسه: هل يمكن أن نتوقع “عدالة وإنصاف” من دول الغرب التي تدعم كيانًا مغتصبًا، وتخاطبه كما لو كان صاحب الحق في الدفاع عن نفسه ضد الفلسطينيين؟

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام