يحابي المسؤولين.. أكاديميون ومثقفون بالعراق يعترضون على قانون معادلة الشهادات الجامعية الجديد

تقارير |   04:26 - 04/11/2020


بغداد- موازين نيوز
في وقت يُمنِّي فيه الشارع العراقي نفسه بإقرار وتعديل قوانين تُحسِّن من الواقع المجتمعي المرير، أقر البرلمان الأسبوع الماضي قانون "أسس تعادل الشهادات"، ما أثار موجة سخط كبيرة بين صفوف الأكاديميين والمثقفين حول تداعياته إزاء الرصانة العلمية وبأنه وضع حسب رغبات المسؤولين بالحصول على الشهادات.
وتضمن القانون 16 مادة، من بينها منح الأمانة العامة لمجلس النواب الحق بمعادلة الشهادات الصادرة عن معهد التطوير البرلماني لجانب عدد من الدوائر، خلافا لما تكرسه المادة 47 من الدستور العراقي بالعمل بمبدأ الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، فضلا عن إجازة القانون لأصحاب الدرجات العليا في الحكومة الحصول على الشهادة دون القيود المفروضة سابقا، والتي منها واجب التفرغ، وهذا ما يعارض قانون انضباط موظفي الدولة.
وبالإضافة إلى ذلك، يجرد القانون في فقرته الثانية من المادة 12، وزارة التعليم العالي من اعتماد مبدأ التقييم العلمي في منح الألقاب، ليتم الاعتماد على "الموهبية" والجهود المتميزة بالعمل كمعيار جديد في التقييم، فضلا عن عدة أحكام تتعلق بالمدد الزمنية للدراسة داخل وخارج العراق بغية معادلتها، حيث اعتبرها مراقبون فضفاضة وضبابية، وتتضارب مع تعريف القانون، بالحفاظ على الرصانة العلمية ورعاية المبتكرين والمتفوقين.
وفي هذا الخصوص، قال النائب عضو لجنة التعليم النيابية رياض المسعودي، إن"التربية والتعليم لا يلقيان اهتماما كافيا بسبب قلة التخصيصات وعدم مبالاة الحكومات المتعاقبة منذ التسعينيات، ومع الزيادة السكانية والخريجين وعدم اتساع التعليم أفقيا ورأسيا، ما دفع بعشرات الآلاف من الطلبة إلى خارج العراق للحصول على الشهادات، حيث لا تتم معادلة نحو 90% منها بسبب تعليمات المادة رقم 5 من قانون معادلة الشهادات لسنة 1976 التي تشترط أن تكون مدة الإقامة 9 أشهر متصلة".
وأضاف: "لذلك ومع كثرة المناشدات تبنت لجنتا التعليم والقانون في البرلمان، تشريعا جديدا يهدف إلى تعديل شرط الإقامة إلى 4 أشهر متصلة أو منفصلة للدراسات الإنسانية، و6 أشهر للدراسات العلمية، وذلك مراعاة لتطور وسائل النقل والتواصل، لكننا فوجئنا بأن هناك بعض الأعضاء قدموا طروحات لإضافة عدة مواد لا تمت للقانون بصلة".
وأشار المسعودي إلى أن"من بين تلك المواد، السماح للموظفين بإكمال الدراسة بغض النظر عن العمر، بالإضافة إلى احتساب الألقاب العلمية لحملة الشهادات العليا من غير وزارتي التربية والتعليم، وإلغاء شرط المساءلة والعدالة"، لافتا إلى أن"ذلك تشويه للقانون وحرف للمسيرة العليمة التي تخضع لمعايير واضحة ونافذة لا ينبغي تخريبها، داعيا إلى ضرورة تدارك ذلك كي لا يكون لصالح توجهات شخصية، وحفاظا على قيمة الشهادة العراقية".
ردود فعل
من جانبها، طالبت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية في بيان رئيس الجمهورية برهم صالح، بعدم المصادقة على القانون، وتدخله لتدارك مخاطر هذه السابقة وإنقاذ الموقف الذي سيجعل القرار العلمي بتقييم الشهادات معطلا، ولتأمين مبدأ تكافؤ الفرص وحماية المبادئ الدستورية الضامنة لمساواة الجميع أمام القانون.
بدوره، شدد رئيس الجمهورية برهم صالح في بيان عقب لقاء جمعه مع وفد موسع من وزارة التعليم العالي، على ضرورة الحفاظ على رصانة التعليم الأكاديمي، وضمان حماية الاستقلالية العلمية للجامعات.
في حين عدّ الأكاديمي بكلية العلوم السياسية بجامعة بغداد إحسان الشمري ‏القانون "رصاصة جديدة تخترق جسد التعليم العالي في العراق".انتهى29/ح


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام