آراء

قال تعالى: "وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ" (النمل: 20 ـ 28

 أقصر مسافة (خط جوي) بين اليمن والقدس هي ٢١٩٨ كم . وفقًا لمخطط الطريق، فإن أقصر طريق بين اليمن والقدس هو ٣٠٢٨.٧٤ كم. مدة القيادة حوالي ٣٧ ساعة و١٨ دقيقة وهذا أمر مكلف للغاية يحتاج وقتا وجهدا وربما إستطاع الحوثيون أن يرسلوا صواريخهم عبر تلك المسافة البعيدة في محاكاة لرحلة مضادة لرحلة الهدهد الذي إفتقده سليمان وتوعده بالويل والثبور وعظائم الأمور إن لم يأت بسبب مقنع لغيابه اللافت عن حضرة الملك العظيم وكان يريد سلطانا مبينا وهو تعبير عن عذر معتد به، وليس عذرا عاديا كأن يقول: والله مرضت، أو أخذتني سنة من نوم، أو صادفني صديق من عشيرة الهداهد، وتحدثت معه طويلا، أو كانت لديه مشكلة تتطلب حلا، وهي أعذار لاتنطلي على سليمان، فلما جاء الهدهد، وقص عليه القصص تغيرت الحال من عقوبة للهدهد، الى تحضير لغزو اليمن، وحمل أهلها الذين يعبدون الشمس أن يدينوا بعبادة الواحد الأحد.. وقد ظهر من رواية الهدهد ذكاؤه الشديد ومعرفته بالجنس البشري وتمييزه للمرأة عن الرجل ونوع الحكم، وقد تبين إن الهدهد طائر متفرد لأنه من نوع الطيور الذي لايسافر المسافات مع سرب من فصيلته، بل قد يسافر لوحده، حيث يبدو من سياق الآية إن الهدهد حلق بعيدا وبعيدا جدا عن بيت المقدس، وتحمل الجوع والعطش والجهد، وأحاط بأمور لم يكن سليمان محيطا بها، والإحاطة هي أن تعلم كل مايتعلق بالأمر الذي تبحث عنه، فهو عرف إن بلقيس لاتحكم سبأ، بل تملكها، وإن قومها يعبدون الشمس، وقد أدرك الهدهد إن الشيطان هو من يزين لمملكة سبأ سوء أعمالهم وإن بلقيس لديها عرش عظيم، وخصائص جعلت سليمان يقرر أمرا لم يكن في الحسبان، بل أمر الهدهد بحمل رسالة والعودة الى هناك ليعرض عليهم الدخول في التوحيد، وترك عبادة الشمس، وكان ذلك ليختبر صدقه من كذبه..
قيل في الروايات غير الصحيحة التي يدحضها القران في رواية سليمان والهدهد إن العقوبة التي كان يضمرها سليمان للهدهد أن يسجنه مع الدجاج، والحكمة من ذلك لأن الهدهد طائر متفرد جميل لديه خصائص متميزة، وهو يترفع على الدجاج ذلك الطائر الوضيع الذي عليه أن ينتظر قطع رأسه، ووضعه في المقلاة وطهيه بالزيت، أو المرق، وحتى أن يشوى، أو يعمل منه كنتاكي لذيذ، وتلك عقوبة قاتلة حين يوضع الجميل مع القبيح، والعالم مع الجاهل، وأن يوضع الهدهد المتفرد في قن دجاج مع دجاج يأكل ويذرق لاغير.