عودة ترامب تفرض تحديات سياسية واقتصادية في ظل التغيرات الإقليمية

تقارير |   03:30 - 12/11/2024


تقرير - مقتدى أنور

مع عودة دونالد ترامب إلى الساحة السياسية كرئيس منتخب للولايات المتحدة، يبرز تساؤل حول مدى انعكاس هذه العودة على العراق من النواحي السياسية والاقتصادية. يشير المحللون إلى أن سياسات ترامب قد تحمل تأثيرات مباشرة على الشرق الأوسط، وخاصة العراق، في ظل مواقفه الصارمة تجاه إيران وملفات إقليمية أخرى.


على الصعيد السياسي، تثير عودة ترامب مخاوف من احتمالات التصعيد في المنطقة، ما قد يدفع العراق إلى انتهاج سياسات متوازنة لتجنب أي توتر مع الولايات المتحدة. أما من الناحية الاقتصادية، فيرى محللون أن توجهات ترامب قد تخلق تقلبات في أسواق النفط، مما يستدعي من الحكومة العراقية تبني استراتيجيات مرنة لمواجهة التغيرات المحتملة. من جهة أخرى، يعاني العراق من ضعف في مجال الاستثمار والبنية الاقتصادية، مما يجعله أمام تحديات كبيرة للاستفادة من أي فرص مستقبلية قد توفرها الإدارة الأمريكية الجديدة.


التزام العراق بتعزيز العلاقات الثنائية


هنأ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، يوم الأربعاء، الرئيس المنتخب دونالد ترامب ونائبه جيمس ديفيد فانس والشعب الأمريكي بنجاح العملية الانتخابية. وأكد السوداني في تغريدة له على موقع X “التزام العراق الثابت بتعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة على أسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة”. وأشار إلى أن “العراق يتطلع إلى أن تكون هذه المرحلة الجديدة بداية لتعميق التعاون بين البلدين في مجالات متعددة، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ويعود بالنفع على الشعبين الصديقين”.


مخاوف من التصعيد وتغيرات محتملة


على الصعيد السياسي، يرى الخبير السياسي غالب الدعمي في حديث لـ”موازين” أن عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد تدفع العديد من دول الشرق الأوسط، والفصائل، إلى التحسب من ردود فعله السريعة وغير المتوقعة. وقد يدفع هذا الواقع الأطراف إلى تجنب أي اشتباك مباشر مع الولايات المتحدة في الفترة المقبلة.


يتوقع الدعمي أن تشهد المنطقة تغيرات كبيرة بعد بداية العام المقبل، حيث يمكن أن تتجه بعض الأطراف إلى تسويات سياسية، مثل إنهاء النزاع في لبنان، بينما قد تبدأ سوريا تدريجياً بالابتعاد عن ارتباطها بمحور المقاومة. أما في العراق، فمن المحتمل أن تعمل الفصائل هناك على تجنب التصعيد مع الولايات المتحدة، حرصاً على استقرار الأوضاع.


من جهة أخرى، لا يستبعد الدعمي إمكانية قيام إسرائيل، بدعم أمريكي، بتوجيه ضربات عسكرية للمفاعلات النووية الإيرانية، في حال تصاعدت الضغوط على طهران بشأن برنامجها النووي. في هذه الحالة، قد تجد إيران نفسها أمام خيارات صعبة إزاء المطالب الأمريكية المتعلقة بالمراقبة النووية.


أبعاد سياسية واقتصادية متشابكة


اقتصاديًا، أكدت الخبيرة الاقتصادية إكرام عبد العزيز لـ”موازين نيوز” أن ترامب يُعرف بتصريحاته حول أهمية النفط العراقي بالنسبة للولايات المتحدة، حيث يرى أن الوجود والسيادة العراقية مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالنفط. من هذا المنطلق، تحرص واشنطن على استمرار صادرات النفط العراقية لضمان استدامة اقتصادية تخدم مصالحها.


وأضافت أن السياسات الأمريكية في عهد ترامب قد تؤدي إلى تقلبات في أسعار النفط العالمية، مما سيؤثر على اقتصاد العراق الذي يعتمد بشكل كبير على عائدات النفط. لذا، من الضروري أن تتبنى الحكومة العراقية استراتيجيات مرنة لمواجهة أي متغيرات سياسية واقتصادية محتملة.


العراق يفتقر للتأثير الاقتصادي


من جهة أخرى، قال الخبير الاقتصادي دريد الشاكر العنزي لـ”موازين نيوز” إن اهتمام ترامب الأكبر في الشرق الأوسط هو إبعاد الدول عن مجموعة “بريكس”، في ظل تغييرات كبرى حدثت خلال فترة غيابه. وبالنسبة للعراق، يرى العنزي أن هذا البلد يفتقر إلى التأثير الاقتصادي رغم ثرواته الهائلة، ويبقى خاضعًا لتقلبات أسعار النفط والأزمات السياسية والصحية العالمية.


وأشار إلى أن العراق لا يمثل أولوية اقتصادية لترامب، نظرًا لضعفه في مجال الاستثمار، حيث يعاني من قوانين معرقلة وضعف في جذب الشركات الأجنبية. وعلى الرغم من أن النفط هو محور الاقتصاد العراقي، إلا أنه لا يشكل تأثيرًا كبيرًا على سياسة ترامب إلا في حال تأثرت سياساته الإقليمية بشكل مباشر.


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام