في ذكرى طوفان الأقصى.. صمود المقاومة الفلسطينية وإرادة التحرير

تقارير |   06:42 - 07/10/2024


تقرير - مقتدى أنور

في صباح السابع من أكتوبر 2023، هزت عملية “طوفان الأقصى” أركان الاحتلال الإسرائيلي، باعتبارها واحدة من أضخم العمليات العسكرية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. جاءت العملية ردًا على الانتهاكات المتكررة لحرمة المسجد الأقصى، والتوسع الاستيطاني المستمر في الضفة الغربية، مما أثار غضبًا واسعًا في الأوساط الفلسطينية. لم تكن العملية مجرد مواجهة مسلحة، بل انعكاسًا لسنوات من القمع والتهميش الذي عاشه الفلسطينيون تحت الاحتلال.

تُقدّر الخسائر الاقتصادية للكيان الصهيوني خلال عام منذ “طوفان الأقصى” بحوالي 100 مليار دولار لإعادة الإعمار، وفقدان نحو 50 ألف موظف لوظائفهم. أما القطاع الزراعي، فتُقدّر خسائره بحوالي 15 مليار دولار، بينما بلغت خسائر القطاع التكنولوجي حوالي 45 مليار دولار.

موقف الحكومة العراقية من عملية طوفان الأقصى

موقف الحكومة العراقية من عملية “طوفان الأقصى” لم يكن استثناءً، بل جزءًا من تأييد واسع يمتد من المؤسسات الرسمية إلى الشارع العراقي. ففي تصريح رئيس مجلس النواب بالنيابة، محسن المندلاوي، أوضح أن هذه العملية جسدت الحق المشروع للمقاومة الفلسطينية في الدفاع عن حقوق شعبها ومقدساتها. وأكد أن مرور عام من الانتصارات للمقاومة ترافق مع عام من الهزائم للاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على أن السابع من أكتوبر لم يكن مجرد عبور الحدود بل سقوط لأسوار الأنظمة التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان وهي في الواقع تدعم الكيان الإسرائيلي.

من جانبه، أكد الخبير العسكري العميد نضال زهوي، في حديث متلفز، أن “الكيان الصهيوني خسر معركة طوفان الأقصى ولم يتمكن من تحقيق أي من أهدافه الاستراتيجية”. وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني بات قادرًا على إنتاج أسلحته وصواريخه، واستطاع قصف تل أبيب، مما يعكس تحولاً استراتيجيًا في قدرات المقاومة الفلسطينية. وأضاف أن صواريخ المقاومة في العراق ولبنان واليمن كشفت زيف القبة الحديدية الإسرائيلية، التي تبين أنها مجرد درع هش، ما أدى إلى استنزاف مخزون العتاد والذخيرة اللازمة لتشغيل هذا النظام الدفاعي.

في السياق ذاته، قال الدكتور أسامة السعيدي، عميد كلية العلوم السياسية بجامعة النهرين، في حديث متلفز: “منذ بدء عملية طوفان الأقصى، تطورت المعركة مع الكيان الصهيوني، وأصبح من الضروري أن يجتمع المجتمع الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي”. وأشار السعيدي إلى دور المرجعية الدينية في النجف الأشرف في دعم المواقف الحاسمة خلال الأزمات الكبرى، مؤكداً أن الوقت قد حان لتوحيد القرارات والصفوف من أجل وضع حد للجرائم الصهيونية.

كرار رياض، المهتم بالشأن السياسي، تحدث لـ"موازين نيوز" في الذكرى الأولى لعملية “طوفان الأقصى” قائلاً: “فلسطين تُثبت للعالم أنها تأبى الانكسار والخضوع. بأبسط المعدات والإمكانيات، وقفت في وجه أكبر وأعتى الجيوش في العالم. هذا الحدث غيّر الكثير من المفاهيم والمواقف تجاه القضية الفلسطينية”. وأكد أن “طوفان الأقصى” يمثل لحظة تاريخية فارقة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يجسد إرادة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته. كما أشار إلى أن الدعم المتزايد لطوفان الأقصى من قبل الأفراد والمجتمعات حول العالم يعكس وعياً متزايداً بالقضية الفلسطينية، مؤكداً أن هذا التضامن الدولي يُعد رسالة قوية للاحتلال بأن العالم يراقب ويهتم بمعاناة الشعب الفلسطيني.

من جانبه، تحدث موسى جعفر، الناشط والصحفي، لـ"موازين نيوز" قائلاً: “كعراقي، كانت أحداث 7 أكتوبر، أو ما يُعرف بطوفان الأقصى، تعبيراً عن الغضب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي. وقد أثرت هذه الأحداث بشكل كبير على الوضع في المنطقة”. وأوضح أن “التضامن مع القضية الفلسطينية واجب وجزء من نضال أوسع ضد الظلم.

لا يمكن النظر إلى “طوفان الأقصى” إلا كمنعطف تاريخي في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث أثبت الشعب الفلسطيني مرة أخرى صموده وعزيمته في مواجهة الاحتلال. هذه العملية كانت أكثر من مجرد مواجهة عسكرية؛ بل هي رمز لإرادة شعب يناضل من أجل حريته وكرامته، متجاوزًا كل التحديات والصعاب. ومع تضامن شعوب العالم وتزايد الوعي بالقضية الفلسطينية، يتجلى أن هذا الصراع ليس محليًا فقط، بل هو معركة من أجل الحق والعدالة في وجه الظلم والاحتلال. يظل طوفان الأقصى رمزًا للأمل في تحرير الأرض واستعادة الحقوق المغتصبة، وشاهداً على مقاومة لا تعرف اليأس.


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام