ساحة النسور.. عفو ترامب يفتح جراح أسر الضحايا العراقيين

تقارير |   11:28 - 24/12/2020


بغداد - موازين نيوز
أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالعفو عن أربعة مدانين، كانوا يعملون لصالح شركة بلاك ووتر الأميركية للخدمات الأمنية، حكم عليهم في عام 2015 بالسجن لمدد تتراوح بين 30 عاما والمؤبد، بعد أن أدينوا بقتل مدنيين عراقيين في بغداد عام 2007، حالة من الغضب بين أسر الضحايا.
وقال موقع "Raven 23"، الذي نادى بالعفو عن المتهمين، إن المتهمين تعرضوا لحملة تشوية، وأضاف "تمت التضحية بأربعة من قدامى المحاربين من أجل السياسة وأدينوا بتهم كاذبة"، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
وذكر الموقع أنه "في سبتمبر 2007، فجر إرهابيون سيارة مفخخة بالقرب من المكان الذي كان يتواجد فيه دبلوماسي أميركي. انتشر الفريق لتأمين عودة الدبلوماسي سالمًا".
وتابع "بعد أن أقاموا حاجزاً في ساحة النسور. . توجهت سيارة كيا بيضاء باتجاه موكبهم ورفضت التوقف. قام فريق بتعطيل السيارة، لكنه تعرض لإطلاق النار، مما أدى إلى مقتل العديد من العراقيين"، وأشار  إلى أنه توجد صور وتسجيلات صوتية تثبت تعرضهم لإطلاق نار من أسلحة خفيفة.
وسلطت واشنطن بوست على أن العفو يعكس الانقسام حول حرب العراق، بين من يرى حادث ساحة النسور انعكاس لحالة من انعدام الأخلاق والشعور بالقدرة على القتل دون عقاب، وبين من يراها مثالا لكيف يمكن لأميركيين أن يخاطروا بحياتهم من أجل وطنهم فقط ليجدوا أنفسهم في السجون متهمين بجرائم بشعة من حكومتهم.
وكان المدانون الأربعة أٌقروا في أكتوبر الماضي، بالتهم الموجهة إليهم، والتي تضمنت الاغتيال والقتل العمد، في حادث إطلاق النار الذي وقع في ساحة النسور ببغداد في 16 سبتمبر 2007، وراح ضحيته 17 مدنيا عراقيا، حسب محققين عراقيين، و14 حسب محققين أميركيين. وأدى الحادث أيضا إلى إصابة 17 آخرين بجروح.
غضب
وقال صالح عابد، أحد سكان بغداد وهو يسير في ساحة النسور لوكالة أسوشيتيد برس: "سمعنا اليوم أنه تم إطلاق سراحهم بناء على عفو شخصي من الرئيس ترامب، وكأنهم لا يهتمون بدماء العراق المراقة".

وأضاف والد أحد الأطفال الذين قتوا في الحاث، أن قرار العفو "حطم حياتي من جديد"، أما عادل الخزعلي ، الذي قُتل والده علي في الهجوم ، قال لصحيفة الغارديان إنه صُدم من الأخبار، وتابع "العدل غير موجود. أطلب من الشعب الأميركي أن يقف معنا. لقد فقدت والدي. ومات أيضا العديد من النساء والأطفال الأبرياء".
وأضاف "أطلب من حكومة الولايات المتحدة إعادة النظر، لأن المحاكم الأميركية بهذا القرار تفقد سمعتها. لا يحق لترامب العفو عن قتلة الأبرياء".
وقال الدكتور حيدر البرزنجي ، الباحث والأكاديمي العراقي: "لا يحق لترامب أن يقرر نيابة عن عائلات الضحايا العفو عن هؤلاء المجرمين. إنه يتعارض مع حقوق الإنسان وضد القانون. في القانون العراقي لا يمكن العفو عنهم إلا إذا عفا عنهم أسر الضحايا. أنا أشجع أسر الضحايا على طلب شكوى ضد ترامب عندما تبدأ إدارة بايدن".
وذكر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الأربعاء، إنه يشعر "بقلق عميق" من قرارات العفو ، التي قال إنها "تسهم في الإفلات من العقاب ولها تأثير في تشجيع الآخرين على ارتكاب مثل هذه الجرائم في المستقبل".
كما انتقدت وزارة الخارجية العراقية، الأربعاء، قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إصدار عفو عن أميركيين مدانين بقتل مواطنين عراقيين في بغداد عام 2007، في حادثة عرفت بـ"حادثة ساحة النسور".
وقالت الوزارة إنها ترى أن "القرار لم يأخذ بالاعتبار خطورةِ الجريمة المرتكبة ولا ينسجم مع التزام الإدارة الأميركية المعلن بقيم حقوق الإنسان والعدالة وحكم القانون، ويتجاهل بشكل مؤسف كرامة الضحايا ومشاعر وحقوق ذويهم".
وقالت وزارة الخارجية العراقية إنها ستعمل على متابعة الأمر مع حكومة الولايات المتحدة "عبر القنوات الديبلوماسية لحثها على إعادة النظر في هذا القرار".انتهى29/أ43


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام