بعد رفع الخيام وفتح ساحة التحرير.. هل انتهت التظاهرات العراقية؟

تقارير |   06:26 - 03/11/2020


متابعة - موازين نيوز
بعد عام من المظاهرات الشديدة حينا والهينة أحيانا، وبعد أن شهدت ساحة التحرير (وسط بغداد) وما حولها إغلاقا شاملا وانتشارا مكثفا لخيام المعتصمين، فضلا عن سقوط آلاف القتلى والجرحى، جاء يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول ليشهد فتح الساحة ورفع الخيم.
ومع رفع خيام المعتصمين وفتح الطرق وعودة الحياة إلى ما كانت عليه، يتساءل العراقيون عما إذا كانت المظاهرات قد انتهت فعليا أم لا، فضلا عن تساؤلات عدة عن أسباب نهايتها وعن الذي حققته والعوامل التي قد تكون سببا في تجددها.

لماذا انتهت؟
أسباب عديدة جعلت من استمرار المظاهرات في التحرير شبه مستحيلة، بحسب الناشط وأحد أعضاء تنسيقيات ساحة التحرير هاشم الجبوري، فيوضح أنه في مساء 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لاحظ المتظاهرون تغلغلا لمجاميع حاولت زج المظاهرات في مناوشات مع القوات الأمنية، مما أدى إلى أن يقرر الكثير من المتظاهرين الانسحاب وإزالة الخيام.
ويستطرد الجبوري في سرد الأحداث، ليضيف أنه في ظهيرة 26 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي عمل المتظاهرون فعليا على إزالة 90% من الخيام دون أن ينسحب المتظاهرون، لافتا إلى أنه منذ ذلك الحين باتت اليد الطولى في الساحة لعناصر مندسة من بعض الأحزاب.
واستمر الحال على ما هو عليه -بحسب الجبوري- حتى الخامسة من فجر السبت 31 أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، حيث دخلت القوات الأمنية بطريقة مفاجئة إلى ساحة التحرير واكتسحت المخيمات المتبقية بالآليات.
أما الناشط أنس أحمد، فيرى أن تفشي فيروس كورونا والوضع الاقتصادي الصعب وتعطل دوام المدارس والجامعات وتعرض الناشطين خلال الأشهر الماضية لمئات حالات الاغتيال والاختطاف، كلها أسباب أدت إلى عدم رؤية الزخم الجماهيري الذي شهدته موجة المظاهرات الأولى قبل عام.
وأضاف للجزيرة نت، أن الأسباب التي أدت إلى انسحاب المتظاهرين من التحرير في الذكرى السنوية جاءت بعد إدراكهم أن مجموعات شبابية وصفها بالمندسة استهدفت القوات الأمنية وعمدت إلى إحداث تصادم بينها وبين المتظاهرين، وبالتالي كان القرار الانسحاب وعدم الانزلاق في مواجهة القوات الأمنية التي لم تستخدم هذه المرة العنف كما حدث في المظاهرات الأولى.

مكاسب المظاهرات
وبالعودة إلى الجبوري للحديث عن المكاسب التي حققها المتظاهرون، أكد أن أعظم إنجاز حققوه تمثل بكسر حاجز الخوف من الخروج في احتجاجات، مستدلا بالمظاهرات الخاصة التي تجري في بغداد يقودها موظفون وعمال ونقابيون، في ظاهرة باتت تشهدها بغداد أسبوعيا.
وأضاف، أن قانون الانتخابات الجديد رغم ما فيه، فإنه يعد مكسبا للمتظاهرين الذين ألغوا النظام القديم من خلال الدوائر المتعددة، وبالتالي فإن خوف وامتعاض الكتل السياسية من القانون الجديد يدل على إنجاز المتظاهرين الكبير، وفق الجبوري.
ولا يستبعد الجبوري تجدد المظاهرات قبل الانتخابات التشريعية المقبلة أو بعدها، معللا ذلك بأن العراقي لم يعد يتحمل خوض انتخابات جديدة بمخاض عسير لا يسفر عن تغيير فعلي، فالمظاهرات الأولى انطلقت أساسا بسبب ما وصفه بتزوير انتخابات عام 2018 وما نجم عنها من استيلاء الأحزاب التي وصفها بالفاسدة على السلطة.
من جانبه، يرى حسين الهنداوي مستشار رئيس الوزراء العراقي أن من أهم مكاسب المظاهرات تشريع قانون انتخابات جديد جاء متوافقا إلى حد كبير مع المطالب الشعبية.
الهنداوي وفي حديثه للجزيرة نت يقول "أفرزت تظاهرات تشرين جيلا عراقيا جديدا يرفض التعامل معه من قبل الدولة كما كان عليه الحال قبل التظاهرات، وأن رفع خيام المتظاهرين من ساحة التحرير لا يعني بالضرورة انتهاء فكرة التظاهر".
أما رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري، فيرى أن المظاهرات أنجزت أمورا كثيرة، بينها دفع حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي للاستقالة، وأرغمت معادلات إقليمية على التراجع عن دعم حلفائها في الداخل العراقي.
ورغم عدم إنجازها بصورة كاملة وفق ما كان يطلبه المتظاهرون، فإنه وفي حديثه للجزيرة نت، يرى أن فرض الانتخابات المبكرة وكسر عقدة الخوف من الطبقة السياسية الحاكمة يعد نضجا سياسيا كبيرا.

استمرارية الحراك
ويذهب في هذا المنحى النائب عن كتلة سائرون البرلمانية، صباح طلوبي، الذي يرى أن المطالبات الشعبية بالإصلاح ستستمر، وإن انتهت مظاهرات ساحة التحرير بعد عام من بدئها.
وأكد طلوبي، أن التيار الصدري (الداعم لكتلة سائرون) لم يكن خصما لأي حركة إصلاحية، ومن ضمنها مظاهرات تشرين، وأن التيار كان سببا في نجاحها، إلا أن دخول بعض المندسين ومحاولاتهم تغيير مسارها أدى إلى ما أدى إليه، وبالتالي فإن هذه المرحلة انتهت، حسب قوله.
أما عن تجدد المظاهرات، فيعتقد أن العودة للسلمية وللمطالبات الحقيقية تمثل خط الشروع الحقيقي للإصلاح في المرحلة القادمة، شريطة أن تكون للمظاهرات قيادة حقيقية فاعلة، لافتا إلى أن الوضع الحالي للبلاد بحاجة كبيرة ومستمرة للإصلاح.
في غضون ذلك، يرى رئيس مركز التفكير السياسي، أن المظاهرات لم تنته، مستدلا بأن الذكرى السنوية الأولى شهدت تجمعا كبيرا، فضلا عن استمرارية الحراك في الناصرية (جنوبي البلاد) وفي مدن أخرى.
مبينا أن إستراتيجية المظاهرات في بغداد لا ترتبط برفع الخيام قدر تعلقها بالظروف التي أدت بالمعتصمين إلى رفع الخيام وانسحاب بعضهم قبل ذلك، وبالتالي فإمكانية انطلاق مظاهرات جديدة وارد جدا وقد تكون أشد بكثير من سابقتها.
وعن العوامل التي قد تؤدي إلى تجددها، أوضح أن ذلك يعتمد على الوضع الاقتصادي للبلاد واحتمالية استمرار الضائقة المالية، إضافة إلى المعايير التي ستُعتمد في الانتخابات وطريقة التصويت وقدرة الحكومة على ضبط السلاح المنفلت وتأثيره، وبالتالي فجميع هذه الحيثيات ستكون حافزا للمتظاهرين.

رسائل قوية
أما رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية أرشد الصالحي، فيستغرب انتهاء المظاهرات دون أن تحقق جميع مطالبها، خاصة فيما يتعلق بمحاسبة قتلة المتظاهرين الذين يزيد عددهم على 700 قتيل، وفق قوله.
ويضيف الصالحي، الذي يرأس كتلة الجبهة التركمانية، أن المظاهرات ورغم انتهائها غير المتوقع، فإنها أوصلت رسائل قوية للحكومة والبرلمان ولجميع الطبقة السياسية.
وفي حديث للجزيرة نت، يعلق الصالحي بالقول "يعتمد تجدد الحراك على ما ستؤول إليه الأحداث، خاصة قانون الانتخابات والثغرات التي فيه، ونظام فرز الأصوات والآلية التي ستعتمدها المفوضية فيما إذا كانت مبنية على بطاقة الناخب البيومترية (بصمة العين والإصبع) أم على البطاقة الإلكترونية السابقة".
ويرى مراقبون، أنه لا أحد يستطيع التنبؤ بما ستؤول إليه الأشهر القادمة، خاصة أن انتفاضة تشرين خرجت دون أن يكون لها أي مقدمات، وبالتالي فاحتمالية عودتها تبقى واردة في ظل الظروف العصيبة التي تعيشها البلاد.انتهى29/6ن


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام