عاجل

"الاندبندنت": العراق سيشكل حكومة وطنية لن تكون فاعلة اكثر من وزارة العبادي

سياسية |   04:07 - 20/09/2018


بغداد-موازين نيوز
كتب الصحفي البريطاني باتريك كوكبيرن في صحيفة الاندبندنت البريطانية، الخميس، ان الاحزاب العراقية ستشكل حكومة وطنية برئيس جديد لكنها لن تكون فاعلة اكثر من وزارة حيدر العبادي المنتهية ولايته.
وقال كوكبيرن، ان "رئيس الوزراء حيدر العبادي لم يتبقى له خيار سوى ترك منصبه، لكن من المرجع ان لايعني ذلك سوى القليل في نظام يدعم الجمود السياسي، فالعراقيون يتوقعون ان يكون لديهم اكثر حكومة بيئية في العالم لان القادة السياسين انفسهم دائما مايتم اعادة تدويرهم مع توقع بان يقدمون افضل مما قدموه سابقا".
التغيير الاكبر في الحكومة العراقية المقبلة سيكون هو أن حيدر العبادي  الذي عين رئيسا للوزراء بعد احتلال تنظيم داعش في عام 2014 ، لن يكون على رأسها الان، حتى انه اعترف بعدم استمراره بمنصبه تزامنا مع الاحتجاجات التي عصفت بمحافظة البصرة جنوبي العراق والدعوات التي توجهت له من قبل الزعماء الدينيين والسياسيين المهمين بسحب دعمهم له ودعوته للاستقالة.
لقد كان مصير العبادي في الميزان على نحو غير متوقع في الانتخابات البرلمانية في 12 أيار / مايو عندما جاء ائتلافه " النصر" في المرتبة الثالثة بعد أن أضعفته نتيجة الاستطلاع، اذ كان بحاجة إلى أن يقف بجانب أولئك الذين قاموا بتحسن مثل رجل الدين القومي مقتدى الصدر، لكنه فشل في النهاية بالقيام بذلك.
وكان العبادي يأمل أن يحصل على دعم الناخبين له ولائتلافه بعد ماحققه في هزيمة داعش واستعادة الموصل بعد حصار استمر تسعة أشهر في العام الماضي، بالاضافة لاعادة السيطرة على كركوك إلى جانب الأراضي المتنازع عليها مع الأكراد في شمال العراق.
تحسن الوضع الأمني في العراق كثيراً منذ هزيمة داعش وخلال الأشهر الستة الماضية كان هذا هو الأفضل منذ عام 2003. لكن العراقيين لم يروا أن العبادي هو المهندس الوحيد للنجاح العسكري وانخفض جماهيريته بنسبة 45 % في الانتخابات لخيبة أملهم بالنخبة السياسية برمتها.
 وحصل الصدر ومجموعته "سائرون" على أكبر عدد من المقاعد من خلال الحملات الانتخابية لطرحهم سياسات اقتصادية واجتماعية تقدمية، أعقبها تحالف فتح الذي يقوده الزعيم شبه العسكري هادي العامري.
سائرون، أرادوا أن يستقيل العبادي من حزب الدعوة الحاكم ويصادق على برنامجهم الإصلاحي، أما السياسيون الآخرون الذين كان العبادي في حاجة إلى التوافق معهم فقد اتهموه بأنه نادراً ما يتشاور معهم ويعمل من خلال زمرة ضيقة من المستشارين.
على الرغم من أن اللاعبين الرئيسيين في السياسة العراقية متشابهين إلى حد كبير، فإن البيئة السياسية العامة قد تغيرت بشكل جذري، حيث كانت داعش تتقدم في بغداد عندما أصبح  العبادي رئيساً للوزراء أولاً، وكان الناس يخشون المجزرة والنزوح، لكن هزيمة التنظيم الارهابي تعني قلقا أقل للأمن الشخصي واستياء متزايد ضد الفساد وعدم كفاءة الحكومة، على الرغم من عائدات النفط التي كانت في أغسطس وحده تبلغ 7.7 مليار دولار.
وكان يمكن للعبادي أن يدعي الفضل في هزيمة داعش، لكن العديد من العراقيين شعروا أن هذا كان تقريبا إنجازه الوحيد الذي يمكن تحديده.
والاحتجاجات في البصرة، في قلب المنطقة التي تنتج معظم النفط الخام، كانت هي الأكثر انتشارًا وتدميراً منذ سقوط صدام حسين. أظهروا تظلمات تغلي في المجتمع الشيعي الذي يمثل الأغلبية خلال هذا الصيف، الذي كان حاراً حتى بالمعايير العراقية مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية حيث كان هناك نقص في الكهرباء جنوب العراق، لذا لم يعمل مكيف الهواء وكان هناك القليل جداً من مياه الشرب.
وجاءت نقطة الانهيار بالنسبة للكثيرين في البصرة ليس فقط عندما لم يكن هناك نقص في المياه للشرب فحسب، بل عندما أصيب آلاف الأشخاص الذين شربوا المياه الملوثة وادت لاصابتهم بمرض الإسهال والمعدة حيث كانت هناك مخاوف من وباء الكوليرا، لان المياه المالحة تختلط بالماء العذبة بسبب الأنابيب المكسورة ، مما يقلل من فعالية الكلور في قتل البكتيريا.
وقالت المستشفيات الحكومية إنها عالجت 17500 مريض، على الرغم من أن مسؤول حكومي نفى ذلك ، مما يدل على عدم وجود تعاطف على غضب الناس في البصرة، مؤكدا إن الأرقام الخاصة بأولئك في المستشفى كانت مبالغًا فيها إلى حد كبير، وأن "1500 شخص فقط قد تم تسميمهم"، بالاضافة الى مقتل 27 شخصا اثناء اشعال النيران في المكاتب الحكومية والحزبية والقنصلية الايرانية خلال التظاهرات باستثناء مكاتب "تحالف سائرون"
العبادي، ذهب الى البصرة لكنه لم يستطع السيطرة على الازمة وهذه كانت "الضربة القاضية" لآماله في البقاء بمنصب رئيس الوزراء، بالاضافة الى ايقاف الصدر لدعمه ودعوته للاستقالة فيما اصدر مكتب المرجع الديني في النجف علي السيستاني وهو صاحب النفوذ الكبير في العراق بيانا قال فيه "ان رئيس الوزراء المقبل يجب ان يكون جديداً".
في النهاية، سوف تختار الأحزاب رئيس وزراء جديد وحكومة وحدة وطنية، حيث سيحصل كل اللاعبين الكبار على حصة من الكعكة السياسية، لكن من غير المرجح أن تكون أكثر فاعلية من إدارة العبادي المنتهية ولايته. انتهى29/د
المصدر: صحيفة الاندبندنت البريطانية
ترجمة: وكالة موازين نيوز


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام